facebook

الخميس، 4 أكتوبر 2012

عن ذلك الرابضُ بين جنبات الظلام أتحدث ..




6:12 م .. 9-12-2012
 ما نولد به نموت به ..
 ربما نواريه هنا أو هناك ظانين أننا قد أنتهينا من تلك الحماقات الطفوليه ..
ربما نقنع أنفسنا به بمسميات جديده او تحت عباءه أكثر بريقاً ، أو تبريراً أكثر منطقية من نظيره ، فلا تغيرر فى جوهر الاشياء ..
فقط فى مظهرِها .. و لا مساس بالجوهر ..
كم من سنون عِشت على قناعة بذلك الرابض ليلاً بين جنبات الظلام ..
ينتظر سانحته يخرج لى مهنئا- فى شماته- ألّا مفر لى اليوم ، و رغم مرور ليلة تلو الآخرى فى إنتظاره و فى كل ساعة من ظلامها  أقول لنفسى أنها هى لا محاله،  لم يظهر يوماً و لو حتى فى أحلامى ..
إلى أن كبرت و كبرت معى قناعاتى بالأشياء .. فذلك الرابض لم يعد له وجوده .. أقصد وجود مُبهم .. و لكنه أصبح ألد قناعاتى الحاضره الغائبه ..
يوماً بعد يوم أكتشف كم كنت أحمق ، فلم يكن لنا يوماً اُماً إسمها الغوله، و لم تُسلخ يوماً قدم أحدهم فقط ليكون سبباً فى تناولنا لطعامنا عنوةٌ .. و النوم عنوة و التبول على أنفسنا –و إن كان بكامل أرادتنا - عنوة ..
و إن كانت فكرة رائعه بالنسبة للساده الأفاضل الساديين و السايكوباتيين الذين أمتلأت بهم طفولتنا ..
و لا اذكر يوما فى كتب التاريخ التى درستها على مرّ دراستى أو مطالعاتى المحدودة أن يوماً ما تحسنت الحالة المادية للفئران فأصبحت لها حجره فى كل منزل .. فى كل حضانة .. فى كل مكان قد يحتمل تواجد طفل متمرد بداخله أو قريباُ منه ..
رغم أنها كانت فى طفولتى ثانى أقوى كابوس بالنسبى لى بعد تلك الشخصيه المُغرغة المعالم على كيس ( كاراتيه ) التى طالما زارتنى فى أحلامى معلنةَ تغيير غطاء سريرى مع أصفرار فى بقعة جديد قابلة للأمتداد معلنةً عن أحتلال رقعة جديده من السرير المتواضع الذى شهد معى اسوأ عصور حُكمى لأطرافى العصبيه ..
و أنا الآن لست بأحمق لأصدق يتلك الأشياء .. على الرغم إنى لم أكن احمقاُ وقت تفكيرى بها ..
فقط  ضاق مقاس تلك الحماقات على أن – ألبسها-  حتى ذلك السن ..
 أربعون يوماُ تفصل بينى و بين عامى الواحد و العشرين.. دليل كافى على إنتهاء عهد من الخدع النفسيه القاسية التى ما تزال علاماتها تحتل جزءاً كبيراً من نفسيتى وذاكرتى و كذلك بعض ملائاتى ..

9:42 م
عذرا.. توقفت لحظات عن الكتابه بعد سماعى ذلك الصوت .. فأنا وحدى فى المنزل ، عذراُ وحدى فى المنزل –مادياً- فى نطاق رؤيتى المحدودة.. و لكن أظن أحدهم أوقع شيئا فى المطبخ و لعب فى الصنبور بفتحه و غلقه عدة مرات متوقعا منى أن أّذهب لآرى ما يحدث .. 
عمار البيت جزءاً من يومى .. لا ضرر و لا ضِرار .. فلا عجب فى تحملهم لى و تحمل كل تلك الحماقات و المسميات الغريبة التى أطلقتها عليهم فى طفولتى .. و كذلك تحملهم ذلك الصخب الذى اُحدثه فى عز الليل حينما أتحدث فى الهاتف أو أسمع بعض الموسيقى .. تحملوا منى كل تلك الأشياء الملقاه فى كل إتجاه بالحجره و التى ربما أصابت أحدها أحدهم و هو منهمك فى أحد أعماله اليوميه ..
كم من مرة سميت فحرمتهم من وجبة دسمه أكتفوا بمشاهدتى أتناولها .. و كم من مرة نسيت التسميه  ففرغ االصحن-دون أن اشعر- و ما تزال معدتى خاويه، و كم يحدث ذلك معك ولم تشُك بهم لحظة؟!
كم من مرة أخفوا أحد أشيائى و بعد أن اُمشط المنطقه بالطائرات و كذلك الأقمار الصناعيه ، أجدها فجاءة فى مكانها .. و الغريب إنها فى مكانها أكثر من اللازم ..
و كم تحُدث معك فيجدها أخوك أو اُختك متهمك بالعمى .. او تكن من أصحاب الحظ التعس فيجدها أبوك أو أمك فيُصيب جيلاً باكمله بإدعاءات الرعونة و التسرُع – و إن كنا كذلك- فهو لم يكن يوما السبب فى أننا لا نجدها ، و تستسلم أنت فى لحظة لتلك الأدعاءات ! كم أنت قليل الإدراك أعمى البصيره؟!

3:45 صباحاً ..
أنا الآن فى سريرى .. الحراره  37°  سليزيوس.. حدقتى عينى إزداد قطرها عن بومة فى أحد أشد نوبات إستغرابها أو قرد تارسير فى عز جولات صيده الليلية فى إحدى غابات جنوب شرق آسيا، فى الغراغ المظلم اُحملق .. اقصدُ فى الظلام الممتلئ بالقناعات أستكشف ، أولائِك الرابضون فى الظلام ..هل يقف هناك بجانب الباب أحدهم أم هو هُناك بجانب تلك الشماعة ؟! أم بداخل الدولاب بينتظر سانحته؟! معلناً عودة عهد جديده من فقد السيطرة على قلاع أعصابى و أعلانها العصيان المدنى ؟! 

عن ذلك النفس الساخن بجانب وجهى على وسادتى أتحدث .. عن ذلك الهامسُ فى مخيلتى " نحن دائما هنا ، نشاركك طعامك و ملابسك حتى مكالماتك الليلية نكن معك حين تظُن التفرُد "..


7 صباحاً ..

أستيقظت بعد ليلة لم يكن من السهل أن يلتقى فيها جفنايا بعد طول غياب ، فى ليلة أنقطعوا فيها حتى عن الرمَش .. وسط  توقعات بسوء الاحوال الجوية التى أنذرت ليلاً أن من الصعب على جفنى التحرك من ميناءه قبل أولى ساعات الصباح حتى تتحسن الأجواء المحيطه ..
عذراً لا أدرى متى غفوت منكم .. و كأن نومى و أستيقاظى يفصل بينهم لا شئ .. نقطة من أنعدام الزمن أو فقده بين جنبات ليلة مُبهمة ..
نعم أنا فى ال21 من عمرى .. و أصبح لى قناعاتى الجديه ظاهراياً أو اقنعت نفسى بأنها كذلك .. فمن يضمن لى أن من كان بجانبى أمس يهمس لم يكُن – أبو رجل مسلوخة- ؟!!
أو أن من أوقعت شيئاً فى مطبخى أمس لم تكُن أُمنا الغولة أثناء أعدادها ربما شيئاً للعشاء؟!
من يضمن لى أن حجرتى لم تكُن هى دائما و أبداً هى حُجرة الفئران – التى لا ينتهى منها الضجيح كلما ظلمت- و التى بكل تأكيد قد فعلت شيئا شنيعاً بحق لأستحق أن اُكمل فيها بقية طفولتى و شبابى ..
من أنا !! انا من يرونه هم و لا يراهم .. رابضاً لكل منهم فى الظلام أنظر له محدقاً .. يسمعنى كلاً منهم فى مخيلته أهمس " آراك كما ترانى ولا أخشاك " ..
ألم اقُل لكم .. لا قناعات تتغير .. ربما فقط  مقدار الضؤ المسلط عليها يختلف ، ربما زاوية رؤيتنا لها لم تكن كافية كل الأبعاد .. فكل
 قناعة ولدنا بها ماذالت بداخلنا ... ما نولد به نموت به .. ربما نواريه هنا أو هناك ظانين أننا قد أنتهينا من تلك الحماقات الطفوليه ..
ربما نقنع أنفسنا به بمسميات جديده او تحت عباءه أكثر بريقاً ، أو تبريراً أكثر منطقية من نظيره ،فلا تغيرر فى جوهر الاشياء ..
فقط فى مظهرِها .. و لا مساس بالجوهر ..

 ربما غُلفت بلون جديده .. مسمى جديه أو حتى شكل جديد .. ربما واريناها عن أنفسنا تماماً فى أحد جنبات عقلنا الباطن لتعود فى معادها .. فالقناعات كالأقدار ، كلاً موقوت و مشروط ..  
  

هناك تعليقان (2):