facebook

السبت، 23 أغسطس 2014

المآل


الوقت أصبح أضيق من إنه يسع مساحة التفكير إللى محتاجينها فى الوقت إللى كل القرارات-حتى إللى سطحياً بنشوفها قرارات تافهه- إتحولت لقرارات مصيرية.
و من أكبر النكبات إللى جيلنا هيفوق عليها لما نعجز- إن كان لنا عُمر- إننا قطعنا كل السنين دى من غير ماناخد حقنا فى التفكير فى إللى عملناه أو إللى بنعمله أو اللى عايزين نعمله.
أغلب القرارات إتاخدت بالتزكية. تزكية مجتمع أو ظروف أو أهل أو حتى بالإكراه.
أغلب الأيام إتعاشت فيما يعيشه القطيع بطبيعة الحال. أو فى مسار الساقية كما يُقال. على الرغم من غن الكثير من السير الذاتية لأشخاص ناجحين بتثبت إن لحظات التنوير و التجلى فى حياتهم هى لحظات كسر الساقية. هى اللحظة إللى بيحصل فيها تمرد على التوجه العام أو المسار الجمعى.
أغلب الحاجات هاتتعمل بنفس الطريقة إللى بتتعمل دايماً بيها. غبائنا هيحطنا فى صندوق و يقفل علينا و يكتب عليه " هكذا تُفعل الأشياء" !
هاندخل حياتنا حاجات -بمنتهى الحماسة- هاتدمرنا و تدمرها. و نستبعد حاجات غيرها- بمنتهى البلاهة- كانت من حتميات النجاة و المواصلة.
مش دايماً الكلام بيفرق لإن بطريقة او آخرى مع الوقت هنكتشف إن كل الكلام إتقال قبل كده. و ماغيرش كتير.
كل النصايح إتقالت قبل كده و يمكن لنفس الشخص و لأكثر من مرة و يمكن هو نفسه كان بينصح بيها غيره و مع ذلك لو إتعمل ب 1 % من النصايح إللى إتقالت فى الكتب و الأفلام و الحياة اليومية كان زمان الكوكب كله وضعه مختلف تماماً دلوقتى.
بس الكلام المرادى أنا بقوله لنفسى و ممكن أكون قلت شبهه قبل كده و يمكن أرجع أقوله كمان فترة بإسلوب مختلف- و كلى ظن فى ذلك- بحماسة المرة الأولى، و بإصرار الفرصة الأخيرة. إصرار إللى بيولع الشمعة بآخر عود كبربيت فى آخر علبة متاحة.
و بالرغم ممكن جداً كمان كام سنة اقرأ الكم ده و انا عجوز فى السبعينات و الشيخوخة تلاعبت بذاكرتى و أقول كان فين الكلام ده لو كنت شفته و أنا شاب كان غير حياتى كلها أو على الأقل كنت هوصل لنفس النتيجة بس و أن اعارف أنا هوصل لأيه و أكون مُطمئن للنهاية رغم مأساويتها.
بطريقة ما الكلام ده أغلبنا محتاج يقرأه كإنه عجوز فى أرذل العمر.
بس يتبقى قدرة الإنسان على إعادة صياغة النصايح و الكلام و سرده تانى لنفسه أو للناس بيحمل شعلة أمل ممكن تكون من الشعل القليلة إللى فاضلالنا عشان نستمر.
عشان كده ممكن نكون كلنا أو أغلبنا قرأ نصايح بتدور فى نفس الفلك دة من قبل بس تعلوا نتناسى و نتعامل معاها بحماسة المرة الأولى إللى كانت بتحمل سر شغفنا كأطال فى تعاملنا مع كل حاجة بنعملها. عسى حماستنا تتصادف مع فرصة جادة من فرص التغيير و يحصل التأثير إللى نفتكره فى يوم و إحنا فى سن الكهولة و قاعدين لا حول لنا ولا قوة، بس مش بننحمل لإنفسنا إلا كل رضا عن إللى علمناه فى حياتنا و نملك الرضا الحقيقى عن إللى وصلناله.
اللهم إنى إعوذ بك من فقد الحماسة إلا فيما لا ترتضى لنا.
اللهم إنى أعوذ بك من مرارة الفقد و نور بصائرنا بما يهون علينا مُصابنا.
اللهم دبر لنا أمورنا ولا تكلنا إلى أنفسنا إنك أعلم بضعفنا و قلة حيلتنا.
اللهم إنى اعوذ بك من قلب لا يهتدى للحق و من نفس لا تنحاز لمبتغاك منا بالفطرة.
اللهم إنى أعوذ بك من ثقل الحياة على قلوبنا. فلا أسألك أن تشرح قلبى لها و لكن هون علينا معاشنا فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق