facebook

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

بين التشاؤم و التفاؤل و الواقعيه تقع فُرصتك للنجاه.





بلاش تكون مُتشائم و تفتكر أن كل البدايات دايماً بتكون من الصفر..
مجهود قديم ممكن تظهر نتايجه النهارده و يدعمك و يخليك فى موضع مُتقدم عن توقعك.
بس برضه ما تبقاش متفائل بزياده ،لأن أحياناً بعض الفرص اللى بنضيعها النهارده أو بنتهاون فى التعامل معاها ممكن تتسبب فـ إننا نبدأ من تحت الصفر بكتير فى يوم من الأيام .
 الموضوع كله مُتعلق بالنهارده.. اليوم اللى هاتاخد فيه المبارده أو تتحرك، لأن هو ده اللى هايرسملك خريطة بكره و يحدد موقعك عليها، بين الشئ اللى عايز توصله و الشئ إللى تستحقه، بين المرغوب و الممكن.
خليك واقعى و مُنصف مع ذاتك،
 واقعى . واقعى يعنى ماتحملش دايماً نفسك فوق طاقتها، لأن أحياناً بيكون أفضل ما عندك غير كافى و ده بسبب ظروف خارجه عنك. بس فى المقابل، لازم نحاسبها فى وقت الإخفاقات اللى تحس فيه أنه كان بالأمكان أفضلل مما كان،يعنى التقصير فعلا من عندك.
و مُنصف، لأن زى ما هاتحتاج أوقات منك تقوّمها إنحرافاتها و تقاوم متطلباتها.. هاتحتاج منك أوقات الدعم و التحفيز على المواصله.


الخميس، 6 ديسمبر 2012

إنتبة و إدرك " فُرصتك الآخيرة الحالية " ، فهى الآن.. أو أبداً.



سيمُر الوقت دون أن تدرك قدومه. سيخدعك حدثُك، سيخبرك أنه لم يحن الوقت بعد.. ليس بعد، و ستمُرالفُرصة تلو الفُرصة فُرصة أمامُ عينيك دون أن تراها مهما دققت النظر إليها.  سيُدركك القدر قبل أن تُدرك ما أنت هُنا من أجله، حتى اللحظات المُنيرة أو الأكثر ندماً أو أيلاماً التى تمُر أمام أعين الجميع حين الرحيل لن تمُر عليك. أتعلمُ لِما؟! لأنك لم تفعل أى شئ يُذكر، أى شئ يستحق الذكر.
تعامل مع كل فُرصة على إنها الأخيرة.. إما تنجح فى ذلك و تقتنصها أو تبدأ من جديد مع فرصةُ أخيرة " آخرى" . نعم فُرصة أخيرة "آخرى" ، أعلم أن هذا ليس منطق، فكل آخرٍ ليس من بعدهِ شئ. و لكن حين يتعلق الأمر بمصيرك!! فليذهب المنطق إلى الجحيم، لأنك يوماً ما ستكون على حق. يوماُ ما ستكون تقتنص أحد فُرصك الأخيره و ستكون حينها الأخيرة على حق.
ناهيك عن كونك غير مُخير حينها !،هل كنت حينها ستمتلك الرغبة فى الرحيل و هناك بعض الأمور العالقة؟!
بينك و بين ربُك؟! هل مستعد حقاً لتلقاه و حُجتك جاضره؟!
 بينك و بين نفسِك؟! حيقية دفنتها بداخلك خوفاً من مواجهة الحقيقة..
رٌبما دين قديم لأحد كل ما يقف حائل بينك و بين رده هو صعوبة الإعتراف به؟!
ربما إعتراف بمدى حبك لمن حوالك و تقديرك لوجودهم بحياتك؟!
رُبما تصفية خلاف قديم لم يكن يستحق أن تمر كل تلك الأيام دون أن تتحدثوا بسببه؟!
ستجد دئماً هُناك أُمور عالقه. دائما ما نتقاذفها مع الأيام، نؤجلها يوم تلو اليوم دون أن ندرى، هل حقاً سيأتى لها يوماً لنفعلها أم أننا فقط نُغيب أنفسنا و نخدعها؟! هل هناك حقاً يوماً ما مناسب ننتظره لفعلها؟! أم أنه لا يوم و لكننا لا نكُف نقولها " كل شئ على ما يرام، يوماً ما سنفعلها و لكن، ليس الآن" .
لذلك إنتبة و إدرك " فُرصتك الآخيرة الحالية " ، فهى الآن.. أو أبداً.




الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

تعلَم القاعدة.. "لأن أحياناً أبشع النهايات لا تحتاج أكثر من النظر للخلف"..


القاهره.. شبرا ، شتاء أحد ليالى2001
تتوقف سيارة أجره أمام البنايه، ينزل منها شاب.. يبدو عديم الخبره بشكل كافى للمهمة.. يبدو أنها الليلة المنتظره خاصةً و أن السيارة توقفت أمام المنزل مباشرةً. عدم جداله مع السائق بخصوص الأجره، حقيبة جلدية فى يده و حقيبة سفر كبيره آخرى يخرجها السائق من الصندوق الخلفى. كلها مواصفات كافيه لإستنباط أنه حقاً قادم من السفر و لم يقدُم للبنايه من فتره كبيره، أو على الأٌقل لم يأتى منذ قدومى للعمل هناو بالتالى لا يعلم بوجودى، يبدو أن الليلة سأحظى ببعض المرح الذى أستحقه بعد كل تلك الفتره.
بالطبع الباب كان موصد منذ آخر حادث حصل هنا.. و بالطبع أيضاُ لم يلحظنى و أنا أفتحه رغم صوت نزع الجنزير،و لكن صوت المطر فى بناية بلا سقف للسلم قد يموّه على الصوت بجداره.. بالطبع سيحتاج لتلك اللحظات من الإستدراك على بداية الدرّج و إسترجاع الذكريات.. فليفعلها، و لنعتبر تلك اللحظات هى آخر أمنياته كما يفعلها من هو ذاهب لغًرف الإعدام.. لست من النوع الذى يقاطع أحد فئران لُعبته فى مثل تلك اللحظة. و كم حظه صارخ السعاده، فلو كان قد وقع حظه العثِر على البناية المجاوره لما كان سيجد الفرصه ليهنأ بلتلك اللحظات الأخيره له..فمن يدوّر اللعبة هناك ليس لدية ما أملك من الصبر، على كل الأحوال يبد أنه انتهى من ذلك، بدأ فى الصعود، و لأبدأ أنا أيضاً تدوير اللعبة..
على الدرج الرابع.. صوت رنين هاتف..
-ألو.. أيوه يابنى أنا لسه واصل أهه البيت، مش هاتصدق لو شفت منظر المدخل، البيت متدمّر... لا لا مفيش ولا بواب ولا حاجه و شايل الشنط على قلبى أهه..... لا الباب كان متوارب و مش مقفول بحاجه عشان قلتلك ماتفتيش بس و تقولى جنزير و قفل .... طب أقفل و لما أطلع هاكلمك .. أيه ده .. أستنى كــ.( و فى تلك اللحظه ينظر للخلف و .. ينقطع الصوت عن المُتلقى إلا من صرخه مكتومه لا تكاد السماعه توصلها ، صوت إرتطام الحقائب يندمج مع صوت سقطه جسده على الدرج) .. إنتهى كل شئ..
صمت كامل على السلم إلا من هاتف على الأرض يصيح : ألو .. ألو أنت رُحت فين يابنى.. ألوووووو..
لقد فعلها مجدداً أحدهم .. بسذاجة توحى بأنه يخطو أولى خطواطه على طريق الحمق، لا يبدو عليه ذلك عندما تنظر له من الوهلة الأولى،  و لكن لرجل قديم الخبرة مثلى فى التعامل مع مثل تلك المواقف لم أحتاج لأكثر من نظره واحده لأعلم أنه من القلائل الذين يملكون بين جنباتهم حُمقاً بالقدر الكافى لفعلها..لقد نظر للخلف.. !!

لنُراجع المشهد من جديد..
بنابة قديمة مُتهالكه..
الساعه تخطت الثالثه صباحاً بالقليل.. الباب موصد بجنزير لا يُفتح من سنين إلا مرُات قليله و لدقائق معدوده و من بعدها يوصد ..يوصد لأيام  قد تصل إلى سنين..
داخل البناية.. حقيبة سفر كبيرة على الدرج ملقاه.. و بجانبها حقيبة جلديه أنيقة تُكسب محتواها أهمية كبيره حتى و لو لم تكن تعلم ماهو. حتى و لو علمت أنها مجرد حقيبة غيارات داخلية، ستُجزم إنها غيارات أحد جنارالات الهولوكوست أو ربما غيارات هتلر ذاته..
جثة ملقاه على مستقرة على منتصف الدرج الثانى.. لا دماء ولا أى أثار مقاومه.. قفط عينان شاخصتان فى اللا شئ.. توحى نظرتهما بأهمية ما تقع عليه أىّ كان و تستصرخك للنظر فى إتجاه رؤيتها.. ماذا تظنك ستجد.. أيضاً لا شئ..
 بعد مرور عدة أيام.. سيملأ رجال المباحث و الطب الشرعى المكان.. ستمتلأ الأفواه و الآذان بالحديث عن ذلك القتيل العارى الذى وجدوه على السلم بعد تتبُع رائحة الموت التى ملأت الحاره آخر أيام..
سيُكتب فى تقرير الشرطه أنه لم يكن معه ما يدل على شخصيته .. لا محفظه ولا هاتف محمول ولا شنطه ولا أى امتعه.. و رغم أن بائع الجرائد حسن سيُبلغ أحد رجال المباحث رؤيته لأحد مدمنى الحارة ذوى السُمعة الماسيه يخرج فى الصباح من يومين حاملا حقيبتين و يرحل من العماره مسرعاً، و لكن إختفاء حسن من الحاره قبل أن يُدلى بأى معلومات عمن رآه جعلت ظابط المباحث يصرف نظر عن تلك المزاعم.. و كلها أيام و ستُغلق القضية على اللا شئ..
أنا الآن هنا.. و هو معى.. لقد فهم كل شئ منى.. كم أحببت تفهُمه للموقف.. فقد ذكرنى بنفسى أيام أن كنت فى مكانه.. الآن سأرحل بعد أن أتممت مهمتى..سيبقى هو ليرى كل شئ من جديد وبعد أن فهم القواعد.. و سأرحل أنا لأبدأ من جديد فى مكان آخر..
2:55 صباحاً.. شبرا مصر
شتاء 2012
بناية متهالكه .. منظرها من الخارج كافى لأى عاقل ليوحى أنها غير مسكونة منذ سنوات.. و لكن لمن هم أكثر عقلانيةً سيعلمون من منظرها أنها ربما تكن أكثر من " مسكونه "..
 يتحرك أحدهم ناحتاً فى أرض الحاره بجزمتع المتآكله.. ترنحات جسده كانت كافيه لتجعلك ترى رؤى العين الترامادول الذى يتحرك فى أوردته مزاحماً خلايا الدم فى جسده.. هل ترى سيفعلها؟! .. يبدو منظره أغبى من أن لا يفعلها و لكن من يفُكر فى تلك اللحظات.. بالطبع لم يشعُر بى و أنا أنزع الجنزير من على الباب، فحالته توحى بأنه لن يُبالى حتى لو فجرت الجنزير بالديناميت، سيمر عليه الأمر و كأن شئ لم يكن.. و سأفتح كذلك الباب أمام عينيه و أنا على يقين أن عقله سيُكذب عينيه..بل و سيضحك على نفسه حين يظن أن الباب أنفتح من تلقاء نفسه.. و هاهو ما توقعته.. ترنح مرات بعد لحظه ثبات أما الباب.. ينظر حوله يتأكد أن لا أحد يتابعه.. يدخل البنايه .. لم أعلم منذ يوم رحيلى مدى حظى بقدر تلك اللحظه.. فقد أتى بقديمه من سلبنى كل متعلقاتى حين موتى.. لا يهمنى ما آخذه.. و لكنه كان السبب الرئيسى فى ألا يلعم أحد هوية جثتى.. على كل الأحوال سأنفذ مهمتى بعيداً عن الخلافات الشخصية، فأنا آخر من يُدمج بين حياته الخاصه" الماضيه" و عمله..
  أقف أنا هنا و آرى حركته فى الظلام.. لا جديد فقد كنت هنا منذ سنوات قليله أو ربما أيام.. فلا شعور بالوقت هنا.. فعالمى تندمج فيه اللحظات بالساعات ربما بالشهور.. تمر أحيانا الأيام فى لحظات و أحيانا اللحظات و كأنها دهور. يصعد بحذر أولى الدرجات.. يتوقف لحظات .. و بالطبع ليس لذلك الأخرق هنا أى ذكريات سوى سرقته لمتعلقاتى و تركه لجثتى هنا لتتعفن، . كم أشكره لأنه سيساعدنى بفعلته هذه على تقبل مهمتى، الموضوع ليس شخصى و لكنه حقاً يستحق ما سيحدث له.. الآن يميل للأمام ليُفرغ ما فى جوفه.. لعنك الله!! هل تنوى أن تموت من نفسك!! بالطبع لن أسمح لك.. ليس الآن. الآن يعتدل و يترنح على الدرج ، وصلنا إلى الدور الثانى و الآن دورى..
سأبدأ فى أصدار تلك الأصوات التى دفعتنى..دفعتنى لفعلها يوما ، لا أعلم فيما كنت أفكر وقتها..
و هاهو يتوقف.. يتسمّر مكانه، يرتعد و يهتز لدرجة كادت تجعلنى أنفجر من الضحك بالرغم من أن فى عالمى لا نضحك.. بدأ يتسرب على من جانب قدميه البول بعدما لم يتحمل جهازه العصبى المتآكل مهمة الحفاظ على مخارجه.. حتى أنا لم أفعلها، أم فعلتها ولا أتذكر؟! الآن و رغم كل ذلك شرع فى النظر للخف و بكل غباء.. هل تظُنه الفضول أم ماذاً؟! لا أعلم سوى.. أنى متأكد مما سيحدث الآن لأنى عشته بالفعل من قبل.. سينظر لى ليرى أبشع ما رآى فى حياته.. سيتخرح عيناه من مُقلتيهما و يتوقف قلبه و ربما يشهقُ شهقة تنفجر معها رئته..
كلها أيام و سيأتى الناس على رائحة الموت يحُثّون الأفدام.. لن يجد أحد معه شيئاُ ليسلبه أياه و يرحل فى صمت، كما فعل هو معى. لن يجدوا هاتف ولا متعلقات ، ربما بضع أقراص مخدره و قطعة حشيش. سيمتلأ المكان برجال المباحث و الطب الشرعى.. ستمتلأ الأفواه و الآذان بالحكايات عن تلك الجثة و عنى و عمن سبقنا.. مقبرة تفتح أبوابها لزوار الليل.. و لا تفتح مُجدداً إلا ليخرُج منها إلى مثواه الآخير....

لم أكُن أظن أن أحدهم بعدى سيفعلها.. لم أكن أظن أن هناك من هم مثلى فى الحمق.. و لكنه فعلها..
فحتى الأطفال بالفطرة يعلمون ما هو مطلوب منهم بالضبط فى مثل تلك المواقف، فقط نفس عميق و فقرة من الوثب الطويل على الدرج حتى باب بيتك.. لا يهم سريعاُ كنت أم بطئ.. لا يهم حتى أن وقعت على الدرج ..لأنه هناك قاعدة واحدة فقط، لا تنظر خلفك.. هل كنت تحتاج لأن تتعلمها فى المدرسه ؟! هل كان الأمر يحتاج للكثير من الفطنه حتى تُدرك ذلك !!
 فعلها دون أن يدرى أن أبشع النهايات و أكثرها قدرة على حبس الأنفاس لا تحتاج دائما للكثير حتى تأتى إليك .. ربما لن تحتاج أكثر من النظر للخلف..
الآن سأرحل أنا و سيبقى هو .. ليرى من جديد ما حدث معه .. و يُعلم الدرس لغيره، حينما يتعلق الأمر بأى صوت خلفك على الدرج فى الظلام و أنت وحدك  " إرقض، لا يهم السرعة حتى لو كنت كسيح، المهم ألا تنظر للخلف مهما حدث" ..


السبت، 17 نوفمبر 2012

يوتوبيا الواقع..


أن تمشى فى الشارع، فتعتريك تلك الرعشة مع الهبوط المفاجئ الإضطرارى .. فتجد حولك الناس ملتفين فى حلقات و كأنك قرد سيرك فى منتصف فقرتك .. ولا ينقصهم الا التصفيق و لا ينقصك إلا أن تمت .. لا بفعل الإغماءه ، بل بفعل مصانع شفط الهواء التى إنشقت عنها الأرض غى نظرة بلهاء فى الغالب لا تنم إلا عن فضول طفولى و هذا ليس بغريب. و لكن الغريب هو ذلك الشخص الذى يقف  و بعينيه تلك النظره بحق !! تحقق منها ؟! إنه فعلا قلقُ عليك.. إنها ليست أُمك و لكنها تضع يدها على قلبها و تدعيلك .. فى هذه اللحظه هناك شئ لم تنظر له و لكنك لا تراه. ألا تدرى بعد ما هو ؟! سأخبرك
أن تكونى أُم تخطت ربيعُها الخمسين. فى أحد مهماتك اليوميه ذات الهدف السامى الأوحد " إسعاد إبنائك" و لا قواعد للعبة للعبة سوى " عطاء بلا مقابل " . يأخذك قدرك فى إضطرار مرير لركوب الحافلة الممتلئة، متدلية الأطراف البشريه. و التى يراها كل ذى مخيلة خِصبة تنفجر فتتطاير الأشلاء و الدماء، بمعدلات تكفى لتغطية شوارع القاهره و المدن المحيطه . فتجدى وسط ذلك الكيان الموشك على الإنهيار أن عليك المرور بالكثير من الأوجه الموشحة مدّعية عدم رؤيتك، أو من يغلق عينيه فى أداء تمثيليى ردئ محاولاً إقناعنا بالنوم، فيبدو من رداءة التمثيل و كأنه يحتضر – و كم تمنيتها حتى نسترح من أساليبهم و يستريحوا هم من عناء التمثيل اليومى البائخ..
و لكن ما أنا هنا من أجله هو ذلك الشاب الذى يقف لك منادياً موقفاً تلك المسرحية الهزلية التى أصبح أغلب شباب جيلنا- العجائز نفسيا و خلقياُ- بارعون فيهاصائحاً : " يا أمى " و يبتسم لك و يجلسك مكانه، فبالرغم أنى أعلم إنه يكن الشخص الأوحد بين المائه الذى يفعلها، و لكن هناك شئ رائع بحق. قد يمر على الكثيرين ألا ترينه أنت أيضاً يا أُمى ؟! حسناً سأخبرك ..
أن تكن عائداً من عملِك فى رمضان .. دقائق و ينطلق الأذان، بعد تلك الرحله فى أعماق غابات ضيق الخُلق، بطل أسطورى ، تماسكت كثيراُ أمام كل  الإغراءات. حاول أحدهم إجبارك على خرق حُرمانيه الشهر، حاول سحبها من لسانك سحب و جعل من المستحيل التماسك أمامه، فتنفعل، لتهدأ فى لحظات مكرراً الشفره التاريخية الأكبر فى تاربخ الأيام الحُرُم.. " اللهم إنى صائم" و كأنه لم يكن أنت من يسب من لحظات كل من له علاقه أو سابق معرفه ولو سطحيه بمن ضايقك. سائقين ملحدين بالأخلاق، يملكن براءات أختراع عدة من بلاد اللا أخلاق، تخصصهم إفساد صيامك، تشعر و كأنهم ينتظرونه من العام للعام، حتى يمارسوا لعبتهم المقدية الأسمى..
فإن يخرج لك من وسط هذه الحقية السوداء من يبتسم فى وجهك ، " كل سنه و أنت طيب، رمضان كريم " ، ماداً يده مانحاً بعض التمر أو العصير .. فبلرغم أنه حدث صغير وسط حٌقب يومك المظلمة إلا أنه به شئ لا يُمكن أن تغفله. حقا! أنت أيضاً لا تراه؟! –حسناً، سأخبرك.
أنها اليوتوبيا، اليوتوبيا فى أبهى صورها بل و أكملها، فلو كانت المدينة الفاضله – الأفلاطونيه- كل ما فيها خيرو فضيلة، فأين ذلك الشر الذى سيُقياس عليه الأعمال لنعلم أنها حقاً خير. هل لو كان كل من فى الشارع سيجرى عليك ليحملوك و يدعو لك ، هل كنت ستشعر بشئ غريب حين يحدث ذلك معك؟! هل لو كل مره يا أمى تركبين فيها الحافله وقف أقرب شاب لكى دون تفكير منه، هل كنتى ستشعرى بقيمه ما فعله؟! هل لو كل من فى الشارع يبتسمون و يرددون " كل سنه و أنت طيب" هل كانت لتملك ذلك الأثر كما كان أثرها بعد أن أفسد أحدهم يومك؟ .
 هذه هى الفكره، لو لم يكن هناك نار، لما عرفنا قيمة الجنه. لو لم يكن هناك موت، لما عرفنا قيمة الحياه، لو لم يكن هناك شر قيمه الخير، و لكن العبرة فى أن تدرك قيمة الفضيلة و الخير و العطاء حين تجدهم وسط غابات الشر و الرذائل و الخُبث.
لأن لو إدراكك لمواجهة الموت يوماً من الأيام منعك من تقبُل الحياة و الإحساس بقيمتها و قيمةعُمرك، ما أستحققت أن تعيشها. و كذلك فى كل المواقف الصغيره التى تنير يومك من أصحاب الفضائل، لو لم تشعر لها بالعرفان على تحسين يومك لأستحققت أن تُكمل يومك بل و حياتك بدونها.
هذه هى يوتوبيا الأرض و الواقع ، نفحات تخرج من أصحاب السمو الروحى، و كأنهم ينقلونها لنا من بُعد آخر، بٌعد يعرفونه جيدا و كأنهم عاشوا فيه لقرون، أو ربما سيُخلدون فيه.  بُعد لا يوجد فيه سوى الخير و المحبة و الفضيلة. أبعاد غير مسموح للشيطان ذاته بالتواجد فيها، أبعاد لا تملك أنت نفسك فيها القدره على الخطأ أو الذلل أو الكره أو الحسد أو البُغض، بُعد تسمو فيها الأنفس إلى درجات ملائكيه، نقاء و طُهر نفسى. بُعد ربما هو الجنة ذاتها.
و لتشعر بقيتمها يجب أن تتحمل لفحات أصحاب الأنفس المسمومه و الخُبث الروحى، لفحات و كأنهم ينقلونها إلينا من بُعد آخر،بُعد ربما هو داخلهم بالفعل، أو ربما هم من سيُخلدون فيه. بُعد تنحط و تدنو فيه الأنفس لأدنى درجاتها، بُعد تتآخى فيه أنفسهم مع الشيطان ذاته، خُبث و دنس نفسى، بُعد ربما هو الجحيم ذاته.
نهم ينقلونها

لذلك تعايش مع واقعك، فهو أفضل ما فى الإمكان. و تذكر كلما لفحك أحدهم بنيران بُعد جُهنم الذى ينتمى إليه، ستزداد فرصتك للشعور بتلك النفحات اليوتوبيه، نفحات من أبعاد أخلاق أهل الفردوس.

اليوتوبيا* : هى المدينة الفاضلة التى تحدث عنها فلاطون فى كتابه "الجمهورية".

اليوتوبيا( مدينة الفضيلة عند أفلاطون)،


الخميس، 25 أكتوبر 2012

أما أنت يا صديقى -فى الجهل-، أمازلت تتسائل مُسيّر أنت أم مُخيَر؟!


هوّية ضائعة ..
حين تعجز عن التفرقة بين الإختيارت .. إلى أين الطريق !! هل كنت حقاً يوما هذا الشخص !! هل أنا ذلك الكيان المُفعم بالتنافضات!!
ماذا أفعل هنا ؟ّ هل هذا هو مكانى ؟ّ هل هذه فى الحياة رسالتى !!
هل أنا فى طريقى أسير ! أم فى جموحى ، أصبحت للأوهام أسير ؟!
هل أنا على يقين من نواياى فيما أعمل ؟َ! هل هى لله أم لوجه فانٍ ، هل هو للحق، أم لظُلم واقع.
هل أنا على يقين مما أعلمُ ؟!
ألم تسأل نفسك يوماُ، "من أنا و ماذا أفعل هنا ؟!"
قد يقضى الإنسان سنوات حتى يملك العلم، و لكن من قال أنه العلم ؟! من أين لك باليقين مما تعرف؟! مما تملك؟!
ألا يمكن أن تكتشف أن ما كنت تسعِ خلفه، عمرك أو بعضه، أنه هو الجهل ذاته؟َ!
مجهود مبذول، وقت مقتول و لمحصله صفر. لا تقلق ، فالأمر ليس كما تتخيل. بل هو أسواء بكثير، لدرجة تمنعك حتى من الشعور بالسوء.
لأنه ربما كل ما فات من عمرك كان فى تحصيل الجهل ذاته.. الكل يُدعّم نفسه بالعلم و أنت تتحصن بالجهل.
إنه ناقوص الحرب. الكل محتمى خلف درعه الفولاذى، و أنت فى قلب الميدان محتمى بدرعك الورقى و سلاحك الثلجى، الذى لن يصمد فيَنة من الزمن أمام حرارة العِلم.
أذكر ذلك اليوم الذى تناقشنا فيه. أختلفنا و أحتدينا فيه. كان كل منا تبرق عينيه فى إيمان،
أنه هو الأحق، أنه من يحارب فى صف الحقيقة المطلقه و كلّ من فى الصف الأخر إنما هو يحارب لحساب.. ربما الشيطان ذاته.
كُنت على يقين وقتها، على قدر قناعتى العمياء بما أجهله .وكنت أظُننى أعلم العالمين به..
و كان هو أكثر حِنكة منى فى الجهل.
فأحتدم النقاش الأذلى الذى لم يصل لنتيجة. رغم أنه كان، نقاشنا ذاته، هو مفتاح الحل و القول الكافى فيه.
مُسيّر أنت أم مُخيّر ؟!
إحمر وجهه، كادت عيناه تخرج من مكانيهما. لتققز، لتستقر ربما فى حلقى، لتمنعنى من معارضة ما يقول.
بينا أنا وقفت سُمرتى حائلاً عن أن يظهر إنفعالى عليها.
عُلمت دوماً أن الحق يكون صارخاً بحيث تعجز عن أن تغفله ، و لكن ربما صراخنا كالحمقى فى وجه بعضنا البعض هو ما منعنا من سماعه.
عُلمت أن الصوت العالى دليل على ضعف الدفوع و خسارة القضية مُسبقاً، ولكن ربما أحتدم النقاش، ألتحم الصراخ، فصعُبت التفرقة من الأعلى صوتا ً فكان الخاسر بلا منازع، نحن !!
حرباً من طرف واحد، و خسرها أيضاً .. من فاز بها لا يهم. ربما هو الشيطان ذاته! ، ربما لا أحد.

يصبح عنوان الواقع هو " إلى أين أنتمى " !!
هل للحق طريق يُصلنا إليه؟! أم الحق هو الطريق ذاته !
ربما نشعر للحظه بشئ من ذلك، إنها النفحات ، نفحات الطريق تُعلمك أنك إما عليه أو قريب منه.
تلك اللحظة التى تُعطى فيها بكل طاقتك، كل ما يمكن أن تٌقدم،فى الوقت الذى تحتاج أنت فيه الدعم، تعطيه حتى لأكثر شخص لا تتوقع منه أن يبادلك التضحيه، أكثر شخص لا تنتظر منه المردود، ربما لأنه لا يملك ما تحتاج، و ربما و هو السبب الأسمى ،عندما يملك يملك ما  تحتاج إليه بالضبط، و لكن لم يعُد يهم أن تحصل عليه. ربما لأنه ليس الآن تحديداً، ربما لآنه ليس منه خصيصاً،
تشعر بشئ من السمو الروحى، فأنا لم اُعط لأرتع فى المردود، أو لأرى فى عينيه تلك النظرة التى تقول " ما هو ثمن ما قدمت ؟ ماذا تريد فى المقابل؟! "
أتذكر الآن ذلك اليوم جيداً، ذلك النقاش الفارغ.
مسيّر أنت أم مُخيّر ؟!
اليوم لا نقاش. فلم يكن يوما هُناك نتيجة. فكل منا يحمل بداخله إجابته.
كل يحمل رسالته، يعلم بوجودها أو رُبما لاحقاُ يتوصل لها.
كل منا على طريقه.. يحمل بيد رسالة التى لم يُصلها بعد ، و بالآخرى مهمتة الغير مكتمله .
بين كتفيه عقل كل أدرى بما عبئه.. فى صدره معقل عواصف مشارعه، هو أعلم على ما وطّنها .
فلتزن أمرك من جديد.. هل ما تملك عونا لك على طريقك، أم هو أكبر عقباتك إلى يوم اليقين!
نعم، يوم اليقين. لآنه أكثر وقت الذى سترى فيه نفسك على حقيقتها مجردةً أمامك، فاليوم لا سبيل للكذب ، فلم يعد يهم شئ مما كان يُعمل له ألف حساب .
فاليوم أنت و نفسك بلا عقبات من المشاعر. عقبات من الجهل، إنه العلم الأذلى عندما يتولد فجأة من العدم. و لكن لا وقت للإستدراك أو الحزن.
أما أنت يا صديقى -فى الجهل-، أمازلت تتسائل مسيّر أنت أم مُخير؟!

اللهم إنك أنت الحق .. و طريقك حق، و لكن كثُرت علينا السُبل و تخبطت بينا الدروب
فأى السبيل إليك ؟! و أى السبيل عنك ؟!  أين نحن من ذاك و ذاك .
هل نحن على ضلال بعيد، زينته لنا أنفسنا؟! أم نحن على طريق الحق و تستوحشه أنفسنا ؟! 
 اللهم بهديك و نور حقّك نجنا.
اللهم بعلمك و و قدرتك خُذ بناصيتنا ..



الخميس، 11 أكتوبر 2012

الأتوبيس فاضى ورا !!


الاتوبيس فاضى ورا ..
كانت دائما الجمله الاكثر سخافه و مدعاة للسخريه لإنها حين تُقال فإنها تعنى فى عالم العُقلاء و الواقعيين و ذوى الأطوال الفارعة أن الحائط الخلفى للحافلة قد إنشّق و إبتلع الشارع تلك الشعوب المتكدسّه فى تلك القارة المنسيّة من العالم فى آخر كل حافله مصريه.. و دائما ما تخرج تلك المقولة الذهبيّة من فم تباع عربيد لا يسمح له انتشار الترامادول و التامول فى خلاياه من التعايش مع واقعنا .. فهو دائما ما يكون له ابعاد آخرى لا نراها فى كل حيز فارغ .. فحتى العمله ذات الوجه الواحد ان وجت سيجد هو لها الوجهان الثالث و الرابع بعد أن يجد الثانى بلا عناء ..
كنت دائما ما البث اسمع تلك الجملة من احدهم حتى أصُب لعناتى على رؤسهم .. مخرجاً  كل ما بداخلى من كبت من الألفاظ العفنه اللتى تعلمناها على أيدياهم كلما رمانا القدر فى قبضة احدهم ببطارية هاتف فارغة ،تتركنا بلا أى مصدر صوتى مشتت لما يصدر من ذلك الكائن،  تحكم عليك بلا استماع لاقوالك فى قضيتك الرباحه .. تحكم عليك حكم مؤبد للاستماع و التخزين اللا واعى لذلك الكائن العفن شكلاً و موضوعاً، و لكننى لم اسكت يوما .. فأنا لا أحتمل الصمت أمام ذلك الحشد الهائل من الالفاظ و التصرفات و الافعال المتسرطنةً و قد مرت بكل مراحل الكيميائى حتى سقطت عنها آخر شعرات الحياء من رأس آخر ذرة أمل فى شفائهم .. و حينها أُخرج كل ما بداخلى مع أى لقاء يجمعنى بأحد أولائك القوم .. و لكنى اُخرجه منى إلىّ .. فى حوار بينى و بين نفسى لو عُرض الحوار على خشبة مسرح لضُرب المسرح بصواعق التصفيق تضامناً معى علىَ ..و لو عرض منها نظره واحده على وجهى  الخالى من التعبير إلا بعض الأيمائات، لكان عرضت المسرحيه بأكملها على أرض الحافلة و ضربت الصواعق وجهى بدل المسرح ، و التى اتخيل كم كان ليستمتع بها ذلك الكائن متدحرجاً على أرضها أثناء الإلتحام بما تبقى بى من كرامة ..و لكنى لن أعطيه تلك الهديه ، فهو لا يستحق الأستمتاع –بسحلى- خاصةً و أننا نلعب على أرضه و سط جمهوره الذى بالطبع سيشجعه خوفاً و طمعاً .. خوفا من أن يكن أحدهم مكانى فى أى لحظه آن لوحظ على وجهه أى مظهر للتضامن مع ذلك المفتوك به – أنا – و طمعاً فى النزول من هنا بسلام ..
لذلك حرصا على كرامتك و حتى يرقد الحاج و الحاجه فى سلام ولا يذكروا بسوء أيّا كانوا و قت المعمعه .. لتتخذ حذرك من تلك الكائنات، فتعبر عن أمتعاضك منهم حين تشعر به – بينك و بين نفسك- و ترد له النظره أشرس منها و الزغرة أزغرُ منها. و لكن على خشبتك .. فكما صنع له ترامادوله و تاموله أبعاده الخاصه .. فلتصنع لك كرامتك أبعادك الخاصه أيضاً ، تنفُس فيها ما تشاء وقتما تشاء كيفما تشاء، و اكن لا تنسى الوجه المسطّح الخالى من التعابير – الخاص بأبعاد البرشامجىّ المجنّح حتى -ترقّض- فى سلام فى شوارع  مصر.

(ملحوظه) المدونه مقصود بها جيل التبّاعين الجدد ، من الفئه التى لا يبدأ يومها إلا بصُحبة الترامادول و أعوانه ، التى يقتصر عملها على فرض الإتاوه على الراكبين مع التصدى لأى محاولة من الإعتراض على أى زياده مفاجئه فى الأُجره.

الخميس، 4 أكتوبر 2012

عن ذلك الرابضُ بين جنبات الظلام أتحدث ..




6:12 م .. 9-12-2012
 ما نولد به نموت به ..
 ربما نواريه هنا أو هناك ظانين أننا قد أنتهينا من تلك الحماقات الطفوليه ..
ربما نقنع أنفسنا به بمسميات جديده او تحت عباءه أكثر بريقاً ، أو تبريراً أكثر منطقية من نظيره ، فلا تغيرر فى جوهر الاشياء ..
فقط فى مظهرِها .. و لا مساس بالجوهر ..
كم من سنون عِشت على قناعة بذلك الرابض ليلاً بين جنبات الظلام ..
ينتظر سانحته يخرج لى مهنئا- فى شماته- ألّا مفر لى اليوم ، و رغم مرور ليلة تلو الآخرى فى إنتظاره و فى كل ساعة من ظلامها  أقول لنفسى أنها هى لا محاله،  لم يظهر يوماً و لو حتى فى أحلامى ..
إلى أن كبرت و كبرت معى قناعاتى بالأشياء .. فذلك الرابض لم يعد له وجوده .. أقصد وجود مُبهم .. و لكنه أصبح ألد قناعاتى الحاضره الغائبه ..
يوماً بعد يوم أكتشف كم كنت أحمق ، فلم يكن لنا يوماً اُماً إسمها الغوله، و لم تُسلخ يوماً قدم أحدهم فقط ليكون سبباً فى تناولنا لطعامنا عنوةٌ .. و النوم عنوة و التبول على أنفسنا –و إن كان بكامل أرادتنا - عنوة ..
و إن كانت فكرة رائعه بالنسبة للساده الأفاضل الساديين و السايكوباتيين الذين أمتلأت بهم طفولتنا ..
و لا اذكر يوما فى كتب التاريخ التى درستها على مرّ دراستى أو مطالعاتى المحدودة أن يوماً ما تحسنت الحالة المادية للفئران فأصبحت لها حجره فى كل منزل .. فى كل حضانة .. فى كل مكان قد يحتمل تواجد طفل متمرد بداخله أو قريباُ منه ..
رغم أنها كانت فى طفولتى ثانى أقوى كابوس بالنسبى لى بعد تلك الشخصيه المُغرغة المعالم على كيس ( كاراتيه ) التى طالما زارتنى فى أحلامى معلنةَ تغيير غطاء سريرى مع أصفرار فى بقعة جديد قابلة للأمتداد معلنةً عن أحتلال رقعة جديده من السرير المتواضع الذى شهد معى اسوأ عصور حُكمى لأطرافى العصبيه ..
و أنا الآن لست بأحمق لأصدق يتلك الأشياء .. على الرغم إنى لم أكن احمقاُ وقت تفكيرى بها ..
فقط  ضاق مقاس تلك الحماقات على أن – ألبسها-  حتى ذلك السن ..
 أربعون يوماُ تفصل بينى و بين عامى الواحد و العشرين.. دليل كافى على إنتهاء عهد من الخدع النفسيه القاسية التى ما تزال علاماتها تحتل جزءاً كبيراً من نفسيتى وذاكرتى و كذلك بعض ملائاتى ..

9:42 م
عذرا.. توقفت لحظات عن الكتابه بعد سماعى ذلك الصوت .. فأنا وحدى فى المنزل ، عذراُ وحدى فى المنزل –مادياً- فى نطاق رؤيتى المحدودة.. و لكن أظن أحدهم أوقع شيئا فى المطبخ و لعب فى الصنبور بفتحه و غلقه عدة مرات متوقعا منى أن أّذهب لآرى ما يحدث .. 
عمار البيت جزءاً من يومى .. لا ضرر و لا ضِرار .. فلا عجب فى تحملهم لى و تحمل كل تلك الحماقات و المسميات الغريبة التى أطلقتها عليهم فى طفولتى .. و كذلك تحملهم ذلك الصخب الذى اُحدثه فى عز الليل حينما أتحدث فى الهاتف أو أسمع بعض الموسيقى .. تحملوا منى كل تلك الأشياء الملقاه فى كل إتجاه بالحجره و التى ربما أصابت أحدها أحدهم و هو منهمك فى أحد أعماله اليوميه ..
كم من مرة سميت فحرمتهم من وجبة دسمه أكتفوا بمشاهدتى أتناولها .. و كم من مرة نسيت التسميه  ففرغ االصحن-دون أن اشعر- و ما تزال معدتى خاويه، و كم يحدث ذلك معك ولم تشُك بهم لحظة؟!
كم من مرة أخفوا أحد أشيائى و بعد أن اُمشط المنطقه بالطائرات و كذلك الأقمار الصناعيه ، أجدها فجاءة فى مكانها .. و الغريب إنها فى مكانها أكثر من اللازم ..
و كم تحُدث معك فيجدها أخوك أو اُختك متهمك بالعمى .. او تكن من أصحاب الحظ التعس فيجدها أبوك أو أمك فيُصيب جيلاً باكمله بإدعاءات الرعونة و التسرُع – و إن كنا كذلك- فهو لم يكن يوما السبب فى أننا لا نجدها ، و تستسلم أنت فى لحظة لتلك الأدعاءات ! كم أنت قليل الإدراك أعمى البصيره؟!

3:45 صباحاً ..
أنا الآن فى سريرى .. الحراره  37°  سليزيوس.. حدقتى عينى إزداد قطرها عن بومة فى أحد أشد نوبات إستغرابها أو قرد تارسير فى عز جولات صيده الليلية فى إحدى غابات جنوب شرق آسيا، فى الغراغ المظلم اُحملق .. اقصدُ فى الظلام الممتلئ بالقناعات أستكشف ، أولائِك الرابضون فى الظلام ..هل يقف هناك بجانب الباب أحدهم أم هو هُناك بجانب تلك الشماعة ؟! أم بداخل الدولاب بينتظر سانحته؟! معلناً عودة عهد جديده من فقد السيطرة على قلاع أعصابى و أعلانها العصيان المدنى ؟! 

عن ذلك النفس الساخن بجانب وجهى على وسادتى أتحدث .. عن ذلك الهامسُ فى مخيلتى " نحن دائما هنا ، نشاركك طعامك و ملابسك حتى مكالماتك الليلية نكن معك حين تظُن التفرُد "..


7 صباحاً ..

أستيقظت بعد ليلة لم يكن من السهل أن يلتقى فيها جفنايا بعد طول غياب ، فى ليلة أنقطعوا فيها حتى عن الرمَش .. وسط  توقعات بسوء الاحوال الجوية التى أنذرت ليلاً أن من الصعب على جفنى التحرك من ميناءه قبل أولى ساعات الصباح حتى تتحسن الأجواء المحيطه ..
عذراً لا أدرى متى غفوت منكم .. و كأن نومى و أستيقاظى يفصل بينهم لا شئ .. نقطة من أنعدام الزمن أو فقده بين جنبات ليلة مُبهمة ..
نعم أنا فى ال21 من عمرى .. و أصبح لى قناعاتى الجديه ظاهراياً أو اقنعت نفسى بأنها كذلك .. فمن يضمن لى أن من كان بجانبى أمس يهمس لم يكُن – أبو رجل مسلوخة- ؟!!
أو أن من أوقعت شيئاً فى مطبخى أمس لم تكُن أُمنا الغولة أثناء أعدادها ربما شيئاً للعشاء؟!
من يضمن لى أن حجرتى لم تكُن هى دائما و أبداً هى حُجرة الفئران – التى لا ينتهى منها الضجيح كلما ظلمت- و التى بكل تأكيد قد فعلت شيئا شنيعاً بحق لأستحق أن اُكمل فيها بقية طفولتى و شبابى ..
من أنا !! انا من يرونه هم و لا يراهم .. رابضاً لكل منهم فى الظلام أنظر له محدقاً .. يسمعنى كلاً منهم فى مخيلته أهمس " آراك كما ترانى ولا أخشاك " ..
ألم اقُل لكم .. لا قناعات تتغير .. ربما فقط  مقدار الضؤ المسلط عليها يختلف ، ربما زاوية رؤيتنا لها لم تكن كافية كل الأبعاد .. فكل
 قناعة ولدنا بها ماذالت بداخلنا ... ما نولد به نموت به .. ربما نواريه هنا أو هناك ظانين أننا قد أنتهينا من تلك الحماقات الطفوليه ..
ربما نقنع أنفسنا به بمسميات جديده او تحت عباءه أكثر بريقاً ، أو تبريراً أكثر منطقية من نظيره ،فلا تغيرر فى جوهر الاشياء ..
فقط فى مظهرِها .. و لا مساس بالجوهر ..

 ربما غُلفت بلون جديده .. مسمى جديه أو حتى شكل جديد .. ربما واريناها عن أنفسنا تماماً فى أحد جنبات عقلنا الباطن لتعود فى معادها .. فالقناعات كالأقدار ، كلاً موقوت و مشروط ..