facebook

السبت، 23 أغسطس 2014

تخيل لو كنا بنفكر بصوت !

نقول الكلام من غيرما نجمّلة..
نفقدر القدرة على التملق و النفاق لإننا هانسمع بعض و إحنا بنحاول نرتب جملة شكلها حلو نوصل بيها للى عايزينه. لإن اللى قدامنا مش هايسمه غير عيوبه اللى احنا شايفنها و بنفكر فيها و بنشوف إزاى نتجنبها و إحنا بنمدحة عشان مايبنش إننا بنسخر و الموضوع يبهوأ مننا.
نفقد القدرة الكذب. و إحنا بنصنع الكذبة هانصنعها على مسامع بعض. 
نفقد القدرة على الرياء. 
نفقد القدرة على التأليف لما نكون مش عارفين.
نفقد القدرة على الإزدواجية. أصل مستحيل تضحك ف وشى و عقلك بيقول بصوت عالى " يا تقل دمك " . او تطلب منى طلب بوش بشوش حاجة و إنت عقلك بيصرخ " لو كان ليك حاجة عند ال... " . 
بس عارف فى نفس الوقت؟ 
هانعرف قد إيه أغلبنا تافهين لدرجة الغُلب. والله و إحنا ماشيين كل يوم فى الشارع، فى شغلنا ولا الجامعة و بناكف فى بعض، و كل واحد فينا معتز بنقسه جداً و شايف نفسه ياما هنا و ياما هناك، لو كل واحد فينا عرف التانى بالظبط بيفكر إزاى ! والله هانبكى على بعض من كتر الشفقه ! إحنا غلابة جداً بس محتاجين اللى يكتشفنا. إنغلاقنا على حقيقتنا و محدودية إللى بيوصل من جوانا للناس إتسبب فى أزمة إدراك كبيرة. كلنا تقريباً شايفين بعض غلط. شايفين بعض كويسين أكتر ما إحنا كويسين؟! أو يمكن شايفين بعض أوحش بكتير رغم إن جوانا خير مش ظاهر. هى الفكرة فى وجهين لعملة واحدة، إننا شايفين بعض غلط.
كلمة الفصل؟ و الله إحنا أغلب من كمّ المشاحنات و المهاترات اللى إحنا عايشين فيها دى. بلاش ناخد بعض جد أوى كده لإننا نحمل كم من التفاهة و الغلب تكفى لإرسالنا ل KG1   من جديد. 

المآل


الوقت أصبح أضيق من إنه يسع مساحة التفكير إللى محتاجينها فى الوقت إللى كل القرارات-حتى إللى سطحياً بنشوفها قرارات تافهه- إتحولت لقرارات مصيرية.
و من أكبر النكبات إللى جيلنا هيفوق عليها لما نعجز- إن كان لنا عُمر- إننا قطعنا كل السنين دى من غير ماناخد حقنا فى التفكير فى إللى عملناه أو إللى بنعمله أو اللى عايزين نعمله.
أغلب القرارات إتاخدت بالتزكية. تزكية مجتمع أو ظروف أو أهل أو حتى بالإكراه.
أغلب الأيام إتعاشت فيما يعيشه القطيع بطبيعة الحال. أو فى مسار الساقية كما يُقال. على الرغم من غن الكثير من السير الذاتية لأشخاص ناجحين بتثبت إن لحظات التنوير و التجلى فى حياتهم هى لحظات كسر الساقية. هى اللحظة إللى بيحصل فيها تمرد على التوجه العام أو المسار الجمعى.
أغلب الحاجات هاتتعمل بنفس الطريقة إللى بتتعمل دايماً بيها. غبائنا هيحطنا فى صندوق و يقفل علينا و يكتب عليه " هكذا تُفعل الأشياء" !
هاندخل حياتنا حاجات -بمنتهى الحماسة- هاتدمرنا و تدمرها. و نستبعد حاجات غيرها- بمنتهى البلاهة- كانت من حتميات النجاة و المواصلة.
مش دايماً الكلام بيفرق لإن بطريقة او آخرى مع الوقت هنكتشف إن كل الكلام إتقال قبل كده. و ماغيرش كتير.
كل النصايح إتقالت قبل كده و يمكن لنفس الشخص و لأكثر من مرة و يمكن هو نفسه كان بينصح بيها غيره و مع ذلك لو إتعمل ب 1 % من النصايح إللى إتقالت فى الكتب و الأفلام و الحياة اليومية كان زمان الكوكب كله وضعه مختلف تماماً دلوقتى.
بس الكلام المرادى أنا بقوله لنفسى و ممكن أكون قلت شبهه قبل كده و يمكن أرجع أقوله كمان فترة بإسلوب مختلف- و كلى ظن فى ذلك- بحماسة المرة الأولى، و بإصرار الفرصة الأخيرة. إصرار إللى بيولع الشمعة بآخر عود كبربيت فى آخر علبة متاحة.
و بالرغم ممكن جداً كمان كام سنة اقرأ الكم ده و انا عجوز فى السبعينات و الشيخوخة تلاعبت بذاكرتى و أقول كان فين الكلام ده لو كنت شفته و أنا شاب كان غير حياتى كلها أو على الأقل كنت هوصل لنفس النتيجة بس و أن اعارف أنا هوصل لأيه و أكون مُطمئن للنهاية رغم مأساويتها.
بطريقة ما الكلام ده أغلبنا محتاج يقرأه كإنه عجوز فى أرذل العمر.
بس يتبقى قدرة الإنسان على إعادة صياغة النصايح و الكلام و سرده تانى لنفسه أو للناس بيحمل شعلة أمل ممكن تكون من الشعل القليلة إللى فاضلالنا عشان نستمر.
عشان كده ممكن نكون كلنا أو أغلبنا قرأ نصايح بتدور فى نفس الفلك دة من قبل بس تعلوا نتناسى و نتعامل معاها بحماسة المرة الأولى إللى كانت بتحمل سر شغفنا كأطال فى تعاملنا مع كل حاجة بنعملها. عسى حماستنا تتصادف مع فرصة جادة من فرص التغيير و يحصل التأثير إللى نفتكره فى يوم و إحنا فى سن الكهولة و قاعدين لا حول لنا ولا قوة، بس مش بننحمل لإنفسنا إلا كل رضا عن إللى علمناه فى حياتنا و نملك الرضا الحقيقى عن إللى وصلناله.
اللهم إنى إعوذ بك من فقد الحماسة إلا فيما لا ترتضى لنا.
اللهم إنى أعوذ بك من مرارة الفقد و نور بصائرنا بما يهون علينا مُصابنا.
اللهم دبر لنا أمورنا ولا تكلنا إلى أنفسنا إنك أعلم بضعفنا و قلة حيلتنا.
اللهم إنى اعوذ بك من قلب لا يهتدى للحق و من نفس لا تنحاز لمبتغاك منا بالفطرة.
اللهم إنى أعوذ بك من ثقل الحياة على قلوبنا. فلا أسألك أن تشرح قلبى لها و لكن هون علينا معاشنا فيها.

الخميس، 14 أغسطس 2014

رفاهية الإختيار

تعدد الأختيارات فى حد ذاته مش بيضمن أى رفاهية فى عملية الإختيار. مكمن الرفاهية فى الإختيارت نفسه هو مدى تماشيها مع نمط تطلعاتك و قدرتها على سد إحتياجك. و يبقى الضامن الأكبر لرفاهية الإختيار هى حرية الإختيار نفسه بين كل البدائل اللى تم عرضها بالإضافة لإختيارك لعدم الإختيار أصلاً.
زى حاجات كتير الحياة ساعات بتقدمهالك فجأة كانت حاجة واحدة منهم كافية لحل مشكلتك و تحس بعظيم كرم ربنا و تعجز عن الشكر.
فى أوقات تانية الحياة بتجبرنا إننا نختار بين حاجات متساوية عندنا فى درجة كرهنا ليها، عشان نقدر نعالج وضع قائم مش قادرين نتحمله و نتمادى فى تجاهله. ساعتها الحياة بتخيرنا فى صمت بين تحمل وضع قائم أو المخاطرة بإختيار جديد مش متاكدين حتى من مدى الجدوى منه أو قدرته على حل المشكلة و التخفيف من معاناتنا.
بس بيبقى الأكثر ألماً على اللإطلاق إنك تُجبر على إتخاذ قرار واحد دون بدائل مع عدم وجود أى فرصة لعدم إتخاذه أو الهروب منه.
بتختاره و إنت مدرك لعدم جدواه، عارف إنه قرار مش هيعالج أى حاجة. قرار هاييجى معاه بمعانى جديدة للمعاناة و مقدار إضافى من الألم و غصة جديدة تضاف للحلق المتّخم. بتختار و بتتحمل توابع القرار بالإضافة لتحميلك إتخاذك القرار نفسه و إنه كان إختيارك !
اللهم هنون علينا مصائب الدنيا.

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

إحنا جيل تقريباً لحق كل الخراء من بداياته و مشينا فيه حافيين خطوة خطوة من غير ما نملك القدرة على الفلفصة أو الهرب أو حتى  الإنسحاب.
كبرنا كتفاً بكتف مع الكآبة و الضنك و الهم. مساحة الرفاهية كانت كانت شبيهة بالبلونة المتعلقة على حيطة بعد عيد الميلاد و إحنا الشخص إللى رجع البيت بعد ما التورته خلصت و فضل يتابع البلونه يوم بعد يوم بتنكمش لحد ما فقدت أى قدرة على إثبات إنها كانت بلونة فى يوم من الأيام.
طلعنا فى زمن ملهوش طعم. كل سنة مساحة المتعة بتنكمش و حتى الحاجات إللى بالضرورة بتحمل قدرة على الإمتاع فقدت قدرتها على إمتاعنا و وصلت لدرجة مش مفهومة. زى العيد إللى بنصطنع فيه الفرحة لإننا محتاجين نفرح بعد خروجنا من رمضان إتضحك علينا فيه و ملقيناش فيه رمضان إللى بنحسه فى أغنية أهلا رمضان دى و الأجواء إللى بتشق قلب الواحد و تحط جواه فرحه.
الدنيا مارست ساديتها علينا بصورة مُفرطة فى الوقت إللى كانكان فيه تأكيدات من المسؤلين إنها  بتمارس أعلى درجات ضبط النفس و ده فى حد ذاته بيفتح باب مربك جداً من تصور إيه إللى ممكن يحصل فينا قبل كده !
أنا متصور جداً إن شاب عنده 22 سنة بيفكر كده مكان ما من الكوكب. بس لو النور بدأ قطع عليه 3 مرات فى اليوم الوضع هايبدأ يتطور شويه و هايكون مريب أكتر لما يكون المكان ده بيحكمه السفاح إللى منظمة حقوق الإنسان إتكلمت عنه فى تقرير عن مجزرة رابعة إنه واحد من أكبر سفاحين القرن "من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في يوم واحد بالتاريخ الحديث". و ده كله تحديداً إللى مجموعة من أنضف البنى أدمين إللى عرفتهم فى حياتى أتشدوا على الجيش ظباط إحتياط عشان الباشا المريض نفسياً يكدرهم و يلحسهم البيادة عشان يعيشوا عمرهم كلوا بالأثر النفىس لأوسخ أيام ممكن يمر بيها أى بنى أدم فى الكوكب.
غنت عارف يعنى أيه خريج هندسة يسلك بلاعات و يمسح حمامات؟! عارف يعنى أيه يقف سايس جراج فى النادى عشان يمسك للباشا العربية؟! يعنى إيه يقف أمن على بوابة قرية ولا نادى ولا معسكر عشان لما الباشا يعدى يديله التمام السكرى و يفتحله الباب؟ لا و كل ده فى جيش بيجكمه السفاح ! يعنى إنت بطريقة إو بآخرى القائد الإعلى بتاعك غصب عنك سفاح و إنت عارف إنه سفاح و فى الغالب هيكون قاتل ام واحد تعرفه على معتقل كام واحد من صحابك ولا قرايبك ولا مقدرك إنت شخصياً !

رُزقنا بعبد الفتاح لعنة الله عليه - سود الله وجهه-. و الحياة من قبله كانت لوحدها سيكوباتية جداً معانا. الوضع ماكنش متحمل عبد الفتاح. و بعد ما سلمان بوجوده أدركنا إن التسليم لوجوده حاجة و إعتياره أمر واقع و القدرة على المواصلة فى وجودة و تحمل تصرفاته و طلته على الشاشة و مُحنة و طريقة تواصلة مع الكائنات اللى بتدور فى الفلك بتاعه حاجة تانية محتاجة إنسان متفرد جنب كل واحد مننا. إحنا نسلم بوجوده و الشخص التانى يتحمل تبعات التسليم و توابع الحدث.
 عارفين يارب إنه إبتلاء بس إنت العالم إننا أضعف من كده !
يارب إنت عارف إن قلوبنا هَشّة جداً و إننا بنفرح بسهولة جداً يعنى فرحتنا بالقفا إللى أخدوا السيد البدوى فعلاً إعتبرناها إنتصار عشنا عليه شهور. أنا كنت بفتح الفيديو كل ما أحس إن الثورة بتنهزم و بعد ما أشوفه 10 مرات أبتسم و أحس إن الثورة بتحقق تقدم على الأرض.
يارب مش لازم يتضرب بالقفا. بس بقدر ما كانت مفاجأة السيد البدوى مش متوقعه إنت القادر على فرحة مساوية ليها فى عبدالفتاح. يارب أى حاجة إحنا بنغرق.

السبت، 9 أغسطس 2014

فيلم وثائقى بيتكلم عن الأدغال من إنتاج BBC Earth و هو الفيلم الخامس من سلسلة أفلام إسمها Human Planet بتتكلم عن كوكب الأرض بإحترافية لدرجة إننا لو قدمناها لأى alien هيكوّن فكرة عن الكوكب و شكل الحياة عليه أكثر تبصُراً و واقعية من بنى أدم مولود هلى الكوكب و محصور بفكره فى الحيز الفراغى إللى بيشغله.
آخر 10 دقائق فى الفيلم بتتكلم عن الغابات المطيرة فى البرازيل و إللى بيعتقد العلماء إحتوائها على 70 قبيلة تعيش فى عزلة تامة عن البشر فى الأماكن المعزولة و غير المستكشفة ! يعنى ولدوا و بيعيشوا  و معندهمش أى فكرة عن الحياة خارج حدود المنطقة بتاعتهم من الغابة ده بخلاف 30 قبيلة آخرة متوزعة على غابات منزعلة فى أماكن آخرى.. منظمة حكومية فى دولة من دول العالم الثالث و هى البرازيل إسمها FUNAI و مهمتها هى حماية البشر المعزولين عن العالم من مخاطر العالم الخارجى و الدخلاء و التأكد من سلامتهم و إنه يثبت وجودهم عملياً و يلتقط ليهم صور تُثبت وجودهم عشان يحمى غاباتهم من خطر التنقيب عن البترول و قطع الأشجار - التحطيب-. واحد إسمه José Carlos Meirelles عاش 40 سنة من عمره متطوع فى FUNAI  عشان يثبت وجود المجتمعات المعزولة دى و يجميهم من خطرنا و خطر مادية الشركات و رأسمالية الحكومات من تهديد أمن و سلامة بيئتهم الآمنة.
بس الإنجاز الأسمى من وجهة نظرى إللى أثبتته funai بإثباتها لوجود المجتمعات دى هى قدرة الإنسان إنه ينجو بأبسط الأدوات! محدش من العلماء المهتمين بأمر المجتمعات دى عنده قكرة عن طريقة تواصلهم مع بعض أو لغة التواصل أو شكل الحياة الإجتماعية ! 
و جوزيه ماريليس فى الفيلم بيقول " إنهم بيفكرونا دايماً إن هناك طريقة أخرى مختلفة للحياة".
أيه لازمة كل الكلام ده ؟!
مش لازم عشان بطريقة مختلفة نعتزل البشر و نعيش فى الأحراش ولا الصحارى- مع عبقرية الحل- بس ممكن جداً نعيش فى نفس أماكنا بس نخرج من عبودية المجتمع و أفكارة و طريقته فى النجاة و تصوراته عن الحاجات المحيطة بينا.
نفكر لنفسنا و نختار أنسب الطرق للنجاة كل يوم. الحياة على بعضها الغاية الأسمى فيها هى النجاة. النجاة بالمفهوم اليومى إنك تنزل من بيتك و تقدر ترجع بسلام و موفر لنفسك و أسرتك سبل المواصلة لليوم التالى، الأكل و الشرب و الأمان فى المنزل.
و النجاة فى الحياة عامة على المدى البعيد. الخروج منها بأقل الخسائر. توازن بين سد إحتياجاتك و بين التعدى على حقوق الغير. توازن بين سد الحاجات الأساسية من المباحات و بين الغرق فى إشباع الشهوات من المحظورات و المهلكات.
العلماء فى funai بيعتقدوا إن فى جزء من القبائل دى كان ليه إتصال مع البشر لحد فترة من 1980 و من بعدها إنعزلوا الحياة بتاعتنا إختيارياً. و فى منهم منعزل تماماً، يعنى مجتمع كامل نشئ فى معزل عن أفكانا و سبُلنا فى النجاة إللى بنتوارثها عن بعض و الحاجة ولدتلهم سُبلهم و طرقهم للعيش و النجاة اليومية من رحم تجريتهم بخصوصيتها.

بس لو فكرنا إن مع الوقت هايصحل حاجة. إن كل اللى هايتولد فى المجتمعات دى هايكون قدامه حل من إتنين. إندماجة فى المجتمع المنعزل أو الخروج منه بحثاً عن بدائل يمكن يمكن حتى تكون لأسباب زى البحث عن أنواع مختلفة من الطعام !
و إحنا مش بعيدين تماماً عن إسلوبين العيش دول. 

النسبة الأكبر من بنى آدم العصر المجنون. بيولد و يستسلم للوضع زى ما بيلاقيه. و بيستمر فى السير على خطا مجتمعه أياً كانت درجة خرآئيته. بيعيشوا و بيعايشوا كل يوم تجارب هلاك لناس عاشوا بنفس طريقتهم و للأسف مستمرين على نفس نهجهم و متوقعين نتائج مختلفه.
 مالنا و مال للناس؟! نعيش كما يرتضوا لأنفسهم أن تكون الحياة. و نلبس ما يظنونه الأنسب للحدث. نتكلم بالطريقة التى تطرب أسماعهم. نتقاتل على الوظيفة إللى بيؤمنوا بقدرتها على توفير فرص أكبر للنجاة !

و نسبة قليلة للنخبة ! ناس فكرت لنفسها و بدأت تختار لنفسها مسارات مختلفة. تجردوا من الإحتياج لكسب رضا الناس عن طريقة عيشيهم و أزالوا من قلوبهم قيمة الناس فزادت فى نفويهم قيمة حياتهم و حتمية النجاة !
ناس بتمشى فى المسار اللى بيبدأ بتفكير و تدبير و بصيرة و توكل. مش بيبدأ بتتبع خطى من سبقوا !
فكر لنفسك و شوف الطريقة الأنسب ليك للحياة، للمواصلة، للنجاة. الطريقة اللى بتقربك من غاياتك من غير ما تبعدك عن نفسك و عن الغرض الأساسى من وجودك.
و إحذر إنك فى سبيل النجاة اليومية تضحى بالنجاة فى رحلتك فى محطتها الأخيرة.
فكر فى آخر خمس سنين من عمرك و إستعجب هم إزاى مروا بالسرعة دى! و إعرف إن القادم هيعدى بنفس السرعة أو أسرع. كله هايمر قبل ما تاخد وقت تفكر إنت كنت بتعمل أيه و عايز توصل لأيه و كانت أيه غايتك من البداية. خد أجازة من كل حاجة و أقف مع نفسك عشان تفكر و تعيد ضبط بصلتك.

آخر كلمة قالها جوزيه ماريليس و الكاميرا بتصور أحد القبائل المعزولة بطيارة من على بعد كيلو متر و الكاميرا بتعمل feed out  و الشاشة بتسود بالتدريج " they are the last free people in the world ".




الأحد، 17 نوفمبر 2013

"سائق التريوس الفتّاك و هدم أسطورة الميكروباص".


حدث يستحق التدوين..
تنويه: تدوينة غير هامة بالمرة و لن تخسر شئ إذا تجاهلتها و يمكن وضعها بأريحية فى خاتة علم لا ينتفع به و لكن.. لو عندك تار بابت مع سواق ميكروباص و مش بتولف عليه ككائن حى هاتحتاج تقرأ التدوينة و أوعدك تكون مُفعمة بالبهجة و إحساس لذة الإنتقام و نشوة النصر

"سائق التريوس الفتّاك و هدم أسطورة الميكروباص".


من إسبوع كنت نازل مدينة نصر و كنت متحرك من السيدة عائشة. ركبت ميكروباص كان السواق بتاعة من النوع المسحوب الفيمية و صامت فى نفسه. تحسه من الألاطة اللى هو فيها إنه زعيم مافيا ! إللى هو كده يوحيلك إنه فى أى لحظة هايروح مخرم بالواحد على زقاق و تلاقى نفسك فى مستودع و أعضاءك بتتسرق. لابس نضارة و حاسس بأهميته و تحسه على قناعة تامه إنه مش مدى الموضوع أكبر من حجمة و إنه فعلا مصدق إن الموضوع مستاهل الكم ده من الدراما فى الحركة بالتصوير البطئ للبُطئ فى الرد على الناس، لعوجة السجارة يمين لتحت و تناكته حتى و هو بياخد الأجرة و كإنه كان طيار و إتزنق فى قسط التلاجة و نزل يشتغل بعد الضهر عشان مضطر.
المهم طول السكة يناكف الخلق.
1- زنق على واحد حاج كبير كان هايطلعه فوق الرصيف..
2- جرى ورا عربية بى ام الفئة السابعة على صلاح سالم و أول ما عداه راح جارى جارى قدامه و فرمل مرة واحدة و هو على سرعة و لقيته بيبص فى المراية بسرعة أنا قلت فى حاجه ! و ييجى صوت فرملة من ورانا جامدة جداً. راح ده باصص كده بنظرة تآلم و تحسر فهم منها كل اللى كانوا على صلاح سالم إنها كانت محاولة قذرة لتلبيس البى أم فى الميكروباص بتاعنا من ورا و ده سلوك أنا مش فاهمه و مايبرروش حتى إنه يكون شايف إن الشاب اللى فى راكب العربية أُمه اللى جايباهاله. لإنى فى كثير من الأ؛يان بشاركة الرؤية دة بس ماحستش إن شايل فى نفسى من حد فيهم للدرجادى !
بعدها بشوية دخلنا على مدينة نصر و داخلين على ملف طيبة مول عشان نرجع على أول عباس. عربية تريوس سودا ماسكة الملف على شمالنا راح ده مش يتهد ! لا يقوم كابس كلاكس على الآخر و يحرق بنزين و يرمى على العربية التانيه لحد ما دخل قدامها عفيجة..
و إستمراراً لسلسة إنه أخطر تانى سواق ميكروباص فى المنطقة بعد الرجل اللى لما عدى جنبنا-و غالباً ده الى بيشترى الأعضاء- را مشاورله بحماسه كده وضح منها إنه مهم فى عالم الميكروباص و التك-تك. راح البرنس عامل أيه ! وقف على الملف و راح مبطل العربية كنوع من أنواع التعليم على الشاب بتاع التريوس. و إنه كده شبح و علم عليه مرتين مش مرة واحدة !
يعنى انا ماعرفكش ولا تعرفنى. بس انا دخلت فدامك عفجية و هالف الملف قبلك لا و كمان هابطل العربية و أقف قدامك و مش هاتعرف تعمل حاجة.. ساعتها انا كنت بقول ياعينى الواد بتاع التريوس شكله إبن ناس ة مش هاينزل يتخانق مع سواق عربجى زى ده و بعدين ده لابس نضارة شمس و شكلة خطير أوى.
وقفنا شوية حلوين عّلم فيها سواقنا على كل العربيات اللى فى الملف مستنية تعدى و وقف الشارع كله وراه و محدش عايز ينزله يقوله يتحرك.
و لأن ربنا كريم و مايرضاش بالظلم..أول ما إتحرك لقيت العربية التريوس بتجرى و راحت داخلة قدامنا و راح عجلة يمين فى عجلة شمال راح واقف بعرض الطريق قدامنا و راح نازل.
شاب فتّاك. متمدد الأطراف مُبالغ فى أعضاءة. جاى نحيتنا بملامح توحى إنه جاى ياكل الميكروباص كله باللى فيه.
ببص على سواقنا لقيته قاعد هادى جداا قلت يلا بينا ده شكله تعلب عراك و هاينزل ياكل الواد. 
راح حاجه من اللى بيحبوا الظيطه و التسخين قاله إنزل شوفه عايز أيه ده !
راح السواق نازل بنفس الهدء.. أخد أول شلوط فى بطنة.. و مازل محتفظ بنفس الهدوء.. إنحنى لتحت على أثر الخبطة و راح الشاب مناولة عدد 3 Uppercut للى هو البوكس اللى من تحت لفوق ده اللى بيخلى السنان تخبط فى بعضها و الدماغ تصفر و دى اللحظه اللى إستوعب فيها أى شاب أتفرج فى يوم على أى لعبة قتالية إن السواق وقع مع واحد بيلعب غالباً كيك بوكس! و ماقدرش أنكر إن سواقنا كان مازال على نفس الدرحة من الرزانة و الهدوء. راح الواد راجع لورا و بصراحة دى كانت سادية و أوفر أوى منه-بس السواق كان يستاهل- راح رازعة برجلة فى دماغه راحت خابطة فى الباب الحديد و دماغة جابت نافورة دم.. 
مشهد أسطورى: 
الطريق يمين و شمال واقف و العربيات بتتفرج.. كمين الجيش عساكر و ظباك على يمينا و اقفين يتفرجوا.. السواق متكوم على الأرض. الواد واقف عدل حيلة و رفع عينة كدة و عداها على العربيات و على الناس فى عينة نظرة " حد ليه شوق ىف حاجه ياولاد الكلب يا جزم؟ " .. اكتر من 10 ميكروباصات فى كل مكان حوالينا مفيش ولا سواق نزل و كلهم عملوا من شرم. 

رغم إنه صعب على الناس كلها و اللى جرى يجيب مناديل و السواق اللى بيقول بكل براءة أنا ماعملتلوش حاجه ! لدرجة إنى كنت هاصدقة و كان هايصعب عليا! و الناس بقى ! اللى يقوله هات يابنى و أنا اسوق مكانك و للعلم ده نفس الحاج اللى قاله إنزل شوفه عايز أيه و سخنه و هو نفس الحاجه اللى قال مع أول شلوط " أحسن عشان عمال يفرك من الصبح" و هو نفس الحاجه اللى كان بيبص و بيضحك نص ضحكه كده و بيقول بخبث " حرام والله هو غلطان آه بس كان كفاية أول ضربة !" بمعنى إنه كان مفروض يتضرب بس مش أوى كده و رغم إن أول ضربة لو مانزفتش بس أنا واثق إنه هايعيش يتعالج معدته لفترة بسببها !..
انا شايف إن بصراحة هو كان محتاج العلقة دى و ربنا بعتهاله فى وقتها..
الشاهد هنا يا شباب.. المثل يقولك " الصيط ولا الغنى" و فعلا سواق الميكروباص عايش على الصيط مش أكتر ! مهما حسسك إنه شبيح إفتكر إن السواق ده و هو بيتضرب كان شكلة برنس و متماسك و هادئ جدا لدرجة تحسسك إن هو اللى بيضرب التانى بجسمه !
تانى مرة سواق يضايقك روح أجر عربية تريوس سودا و إمشى وراه و إستنى ملف طيبة مول..روح زنق عليه.. نزلة أديلة رجل فى نص صدرة هايوطى على قدام.. قابله بـ 3 Uppercut و قبل ما يفوق منهم تكون برجلك فى نص دماغه رازعها فى باب الميكروباص فاتحهاله ولا تأذخك بهم رحمة. لعنة الله على الميكروباص.
و لو شايف إنى أوفر إفتكر:
- كام مرة قعدتوا فى الكنبة 4.
-كام مرة و الموقف مليان و مفيش مواصلة ركن و راح منزل الشباك و بعد ما ركبتوا قالوكوا مين قالكم إنى بحمل ! إنتوا ركبتوا ليه ! يلا إنزلوا.. 
-و يعدها بدقايق حمل تانى و ملحقتش مكان . و فى الآخر قعدك على يمين الباب و بعد ما ركبت إكتشفت ان الأجرة أعلى الضعف
-كام مرة سمعت كلمة الأجرة أى ماكن ب 2 جنية.. و لما قتلته انا نازل آخر الشارع قالك. امشيها يا صاحبى و وفر.
-كان مرة إغتصب ودنك بإغنية كنت تتمنى إنك تكون أصم ولا إنك تكون عرفت إن كوكب الأرض يحتوى على حاجة مُفزعة كدة!
-كام مرة قالك اللى مش عاجبوا ينزل ! و إنت عشان عارف إن مفيش غيره إضطريت تدفع و كنت ساكت غصب عنك.
لعنة الله على الميكروباص. المجد لسواق التريوس الفتّاك

الجمعة، 20 سبتمبر 2013


قبل ما تاخد قرار خايف تندم عليه إكتبه فى ورقة و سيبها معاك كام يوم و إفتحها تانى و إقراها، لو حسيت إنك لسه متفق مع الشخص اللى أخد القرار ده نفذه و إنت مغمض.
الكلام ده سمعته فى فيلم من فتره.. مش عارف ساعتها فكرت كده لو فعلاً الدنياً كانت بتدينا فرصة نفكر أصلاً! ورقة أيه و أيام أيه ! الدنيا أسرع من كده بكتير .. لو رجعت بدماغك هاتلاقى حتى أغلب القرارات المصيرية اللى أخدتها مالحقتش تتنفس حتى و قتها مش تفكر، أو بمعنى تانى الوقت كان عدم بالنسبة لحجم القرار !
لو إنت من الناس اللى عايشة بنظرية إن الإنسان مُسيّر بلا تفكير و إن النتيجة واحدة أياً كان تفاعلة مع الأحداث و جديّتة فى التعامل مع القرارات يبقى أنت بتهدم أمر " السعى " إللى ربنا قال عنه فى كتابه
"وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" ..
أما لو أنت من الناس اللى مؤمنة بإن المقدمات يجب إن تؤدى للنتائج بلا تدخل للقدر، يعنى مثلاً إنك لو ذاكرت لازم تنجح. لو دعيت لازم يُستجاب، فأحب أقولك برضه إنك غفلت قانون تانى مهم جداً من قوانين الله فى الكون و هو متمثل فى قوله تعالى :
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ..
و لإن الإنسان أعمى البصيرة أمام شهواته مستحيل يقدر يشوف شر كامن فى مال أو نجاح أو وظيفة أو ترقية !
و لإنه برضه الإنسان هلوع و جهول أمام الإبتلاءات مش بيقدر يشوف الخير اللى ممكن ربنا يُبطنه فى فيما يحسبه الإنسان شر. صعب تشوف الخير فى فشل أو مرض أو فقر إلا لو إنت فى على مسافة قريبة من ربنا. و كل ما تلاقى نفسك مش شايف المنحة إللى فى قلب محنتك إعرف أنك بعدت عن ربك.
يبقى لو لخصنا المفهومين دول مع بعض نفهم إن الإنسان عليه السعى إللى هو التخيير المتمثّل فى التدبير و الأخذ بالاسباب. بس برضه مسير لإنه مش متحكم فى نتيجة السعى مهما أتقن الأخذ بأسباب الوصول.
و فالوقت اللى تحس فيه إنك فعلا عاجز بس بعد ما تكون فعلا أخذت بكل الأسباب و إستنفذت اخر ذرة جهد جواك للسعى و إكتشفت إن كل ده كان غير كافى ساعتها إعرف إن سعيك كان ضد إرداة الله اللى قدّرهالك. و أكيد اللى ربنا قدرهولك فيه خير أكتر. و ساعتها يجب التسليم لقضاء الله و قدره و الرضا به و إستنى نتيجة التسليم بس بأدب مع الله. أدب يعنى زى ما ربنا أمرنا و قالنا " فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً " . !
تأمل المعنى تانى كده قبل ما تفتكر إنك فهمته، صبراً جميلاً.. يعنى ممكن الإنسان فعلا يصبر ولا يكون الصبر جميل !
ربنا آمرنا بنوع تانى من الصبر. صبر بلا شكوى. بلا إستعجال، بلا ضجر، صبر مع تسليم و رضا و يقين بخير ربنا إختارهولنا حتى لو كان مقدماته إبتلاء.
يبقى نوصل فى الآخر لثالث قانون و كده يبقى معانا " السعى" و " التسليم للقضاء " و " الصبر الجميل" ..
فكر كويس و عادى إنك تلاقى الوقت أضيق بكتير من إنه يساعدك ! الوقت عمره ما كان معانا الوقت بيجرى عكسنا.
إسعى و خد بالأسباب إدعى إطلب من ربنا و ده من التوكل على الله. بس إنتظارك لنتائج بعينها ده من الجهل و التعدى على حق مش بتاعك. و كإنك آله و بتقدر لنفسك.
عادى إنك تكون زعلان لما تُبتلى بس إلحق نفسك و تدبر المنحة اللى ربنا رزقك بيها فى قلب محنتك وتذكر الحديث لبشريف اللى بيقول:- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من يرد الله به خيرا يصب منه )) رواه البخاري .
و إصبر.. إصبر و تقبل ثُقل الحياة برضا و تسليم و بيع نفسك لربنا بدل ما تبيعك هى للشيطان.