facebook

الجمعة، 20 سبتمبر 2013


الضمير، الضمير هو الصوت الصغير اللى لما بنغلط مفروض بينبهنا و بيصحينا لما نغفل عن الحق أو نحيد عن الطريق.
طب دى تبقى حاجه كويسه طب ليه بقى كلنا بنغلط من غير وجع ضمير فى كثير من الأحيان؟!

الفكرة إن ضمير الشخص محكوم بمدى أخلاقية المبادئ و القيم اللى بيؤمن بيها.

يعنى مثلا عمرك سمعت عن الحرامى اللى ضميره نقح عليه عشان و هو بيسرق شقة مادورش كويس فى المكان و يأنب نفسه لإنه ممكن يكون فوت حاجات؟!

طب سمعت عن الرقاصه اللى ضميرها أكلها عشان كان ممكن تأدى أحسن من كده فى وصلتها و إنها حاسه إن كده ربنا مش هيبارك فى فلوس النقطه و إنها ماتستحقهاش؟

طب سمعت عن المزور اللى زور ورق لواحد راح اتقفش بيه ضميره وجعه لإنه كان سبب فى القبض على زبون لأنه مازورشلوش الورق بحرفيه ؟!
أكيد لا..

بس سمعت عن الدكتور اللى بيسهر جنب سرير مريضه بعد العمليه و مايروحش غير لما يفوق من البنج رغم إن ممكن أى ممرضه تعمل ده مكانه. بس ضميره ماسمحلوش يروح.

سمعت عن المدرس اللى وقف ينتع ف قلبه و يعيد و يزيد فى الشرح رغم إنه عارف إن محدش مهتم باللى بيقوله و محدش أص بيحاول يتعلم و إنه ممكن ببساطه يقعد على الكرسى يقضيها شاى و سجاير و محدش هايحاسبه، بس ضميره ماسمحلوش.

سمعت عن الطالب اللى كان ممكن يغض ببساطه جداً بس مقدرش يبنى جزء من مستقبله على باطل لإنه ضميره صاحى.
عارف الفرق بين الإتنين أيه؟!

إن الضمير فى الحالة الأولى مات. لأن وجوده لا يتماشى مع قيم مهترأه او مبادئ فاسده.
و ده يوصلنا لمفهوم خطير جداً.. إن فعلا ممكن يكون الإنسان بيعمل حاجات غلط بس مفيش أى تجاوب داخلى بالرفض و ولا أى إشاره من جواه بتنبهه.
ممكن يكون متعايش بين ضلال الهدف و فساد الوسيلة ليه من غير ما يحس لحظه واحده إن فى حاجه مش فى مكانها.

يعنى ممكن تكون راضى عن نفسك فى الوقت اللى هى ساخطة عليك و بتجرك للجحيم.
و ده يذكرنا بآيه بليغة جداً و محتاجه وقفات كتير معاها، فى قوله تعالى : :" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104) " (الكهف)

أول حاجه تلفت نظرك إن ربنا قال " أعمالاً " مش الخاسرين عملهم .. و ده يدل على كثرة العمل و السعى و الدأب يعنى الآيه مش مقصود بيها مثلا ولا ضعاف السعى ولا متبلدى الإرادة.
و رغم إنه بيعمل مجهود و بيشق على نفسه و بيدأب على هدفه بيكون ماشى غلط. و إن الجهد و التعب مش دليل أبداً على صحة المسعى و طيب المردود.

تانى حاجه إن الناس دى مش بس على ضلال، لا كمان شايفين إنهم بيُحسنوا الصُنع.. يعنى أيوه ممكن يكون بيقتل و شايف إنه بيعمل خير فى الناس إنه بيخلصهم من واحد زى ده.

ممكن يكون واحد بيسرق و شايف إنه صح لإنه بيسرق من واحد غنى يبقى أكيد واكل حق ناس و هو بكده بيعاقبه.

ممكن حاجات كتير جدا مفادها إن مش معنى إنك مبسوط باللى بتعمله و نفسك مستريحة يبقى ده عشان إنت ماشى صح، ده للآسف ممكن يكون عشان بس إنت ضميرك مات ! و نفسك أصبحت نفس خبيثه، مش بس مش بتفوقك لما تغلط، دى كمان بتقويك و تمدك بالمبررات الشيطانية لأى عمل كان ممكن ضميرك ف يوم يقف قصاده و ينبهك ليه.

و الآيه دى لازم تصيب عند كل واحد لسه فى ضمير صاحى و قلبه لسه سليم و ما فُتنش بالدينا و لا قلبه أُصيب بالكبر.

إياك تكون من الناس إللى لما تقرأ الكلام ده عقلك يستحضر الناس اللى حواليك إللى أنت شايف إنهم على ضلال و تقول فى نفسك يا خساره غلابه مش فاهمين..
و إياك أكثر ماتتهمش نفسك إنت بالكلام ده و تقول عسى إنى أنا المقصود بالكلام و ماتقفش مع نفسك تراجع إنت واقف فين و بتعمل أيه و إنت فى عز سعيك إو تكاسلك عن أهدافك إنت فين من الحق ! هدفك نفسه موقعه إيه على ميزان ربنا؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق